0%

إنترنت سبيل

في الماضي كنت أرى كثيراً من المنازل وعلى أسوارها الخارجية توجد حنفية ماء بارد ومكتوب عندها “ماء سبيل”. حيث يهدف غالبية أصحاب تلك المنازل إلى نيل الأجر من الله حيث أن تلك المياه يستفيد منها العديد من المارة بكافة أصنافهم وطبقاتهم خصوصا في مثل أجواء صيفنا الحارة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “في كل كبد رطبة أجر” رواه البخاري.

في وقتنا الحاضر ومع انتشار الانترنت والخطوط الرقمية (DSL) وانخفاض أسعار أجهزة الحاسب المحمولة اتجه كثير من الناس إلى استخدام الشبكات اللاسلكية (WIFI) لأداء أعمالهم وتصفح الانترنت في أي مكان في المنزل. وكل هذا أدى إلى ظهور ما اسمية بـ “الانترنت السبيل” وهي عبارة عن شبكات لاسلكية غير مشفرة قد يتعدى بث إشاراتها حدود المنزل ليصل إلى الشارع ومنازل الجوار مما يسمح لأي شخص في نطاق تلك الإشارة ويحمل حاسب آلي مزود ببطاقة شبكة لاسلكية بالولوج إلى تلك الشبكة.

غالبية مالكي تلك الشبكات لم يضعوها للعامة ولا يودون أن يستخدمها غيرهم، لكنهم قد يجهلون إمكانية وصول غيرهم لها أو لا يعرفون كيفية حمايتها. وكناك آخرون لا يبالون بحمايتها وغيرهم ممن يود تقديمها “كسبيل”. لكن الوضع مع الشبكات السبيل (سواء أراد ملاكها تقديمها للغير أو لا) مختلف عن ماء السبيل، فانه من النادر أن يعود عليك ماء السبيل بضرر (إلا في حال حصل تسرب للماء وتم قطع الماء عن منزلك) أما مع الانترنت السبيل فإن الشخص الغريب الذي سيستخدم تلك الشبكة قد يقوم بعمليات اختراق لمواقع أو سرقة حسابات بنكية أو إرسال فيروسات أو رسائل إرهابية وغيرها من الأعمال التي قد تعود على مالك الشبكة بالمشاكل علاوة على ذلك فان مثل تلك الشبكات الغير مشفرة تسمح للغير بالتقاط جميع البيانات غير المشفرة التي يرسلها ويستقبلها مستخدم تلك الشبكة وقد تشمل تلك البيانات على كلمات سر ورسائل بريدية خاصة.

فعلى ملاك مثل تلك الشبكات أخذ الحيطة والحذر والعمل على تشفير شبكاتهم حيث أن تلك العملية لا تكلفهم أية مبالغ إضافية إذ إن جميع الأجهزة اللاسلكية تأتي مزودة بخاصية التشفير وكل ما عليهم هو تفعيلها والقيام بعمل الإعدادات اللازمة لها. للشبكات المنزلية يوجد نوعان من أنواع التشفير التي تمتاز بسهولة الاستخدام والإعداد، أولهما يسمى (WEB) لكنه قديم وسهل الكسر ولا ينصح باستخدامه، والنوع الثاني والذي يعتبر الأفضل وينصح باستخدامه يسمى (WPA) ويعتبر تشفيرا قويا وصعب الكسر (ذلك فقط في حال اختيار كلمة سر طويلة وصعبة التخمين). وفي الختام أتمنى لكم تصفحا آمنا مشفرا.